يبدو أن “أولمبياد طوكيو 2020” قد استسلم بالكامل لإرادة جائحة “كورونا”.
فبعد أن ألغي “أولمبياد طوكيو 1940” بسبب الحرب العالمية الثانية، ها هي طوكيو تقف مجدّداً على عتبة إلغاء “أولمبياد 2020″، وهذه المرة بسبب جائحة الـ”كورونا” التي شكّلت حرباً كونية أصابت كل دول العالم.
في آذار الفائت، اتخذ قرار تأجيله لمدّة عام بالاتفاق بين اللّجنة الأولمبية اليابانية المنظمة واللّجنة الدولية قبل نحو 5 أشهر من الموعد المحدّد لانطلاقه، وها هو اليوم يعود إلى الواجهة قبل 10 أشهر من انطلاق الموعد المؤجل ولكن هذه المرّة مع احتمال كبير بإلغائه نهائياً، وهو ما أعلن عنه رئيس اللّجنة المنظمة يوشيرو يوري بقوله:”اذا لم تتم السيطرة على كورونا فإنّ تأجيل الأولمبياد مرة ثانية لن يحصل والإلغاء بات وارداً”. وأضاف: “إن الألعاب ألغيت سابقًا في زمن الحرب، لكن معركتنا اليوم هي قتال مع عدو غير مرئي”.
ومشكلة الأولمبياد لم تعد محصورة فقط بالجائحة بل تتعدّاها لتطال البنية الأساسية للحدث العالمي الأضخم في العالم الذي ينظم مرّة كل 4 سنوات ولم يلغ تاريخياً إلا 3 مرات بسبب الحربين العالمتين الأولى الثانية.
فكما هو معلوم، فإن استعدادات الدول الكبرى رياضياً لكل أولمبياد متواصلة ولا تتوقف أبداً، ومع انتهاء كل دورة أولمبية تبدأ الاستعدادات للدورة التي تليها بعد 4 سنوات، من هذا المبدأ فإنّ الاستعدادات الحالية للاعبين المؤهلين للمشاركة في الأولمبياد في تموز 2021 قد تعرّضت إلى خلل كبير نتيجة الانقطاع عن التدريبات وعدم الاستقرار النفسي والخوف من الإصابة بالفيروس القاتل، ومن الصعب جداً استئناف التدريبات بشكل عادي في ظل توسع رقعة الانتشاروعدم اكتشاف لقاح حتى الآن، وهذا أمر يشكل خطراً إضافياً على إقامة الدورة المؤجلة لجهة الحضور الجماهيري وخصوصاً أنّ عدد المتوقع حضورهم إلى طوكيو لمتابعة الدورة يناهز المليونين يقابلهم الضعف من اليابانيين، وهو أمر لن يحصل أبداً في حال إقامة المؤجلة في ظل الأوضاع الراهنة للجائحة، فالجمهور هو عصب المباريات والمسابقات وحتى لو تمّ تحديد عدد الحضور فإنّ ذلك سيفقد الأولمبياد الكثير من رونقه ومميزاته ما سينعكس سلباً على أداء اللّاعبين الذين سيفتقدون إلى الداعم الرئيسي لهم.
يبقى أنّ كل المؤشرات المتوافرة حالياً تشي بأنّ “أولمبياد طوكيو” سيلغي وستنتقل مرحلة الاستعدادات إلى “أولمبياد 2024” الذي ستستضيفه العاصمة الفرنسية باريس.
يوسف برجاوي